أعلنت المنطقة العسكرية الجنوبية في روسيا يوم أمس عن إجراء مناورات عسكرية مشتركة مع القوات المسلحة الجزائرية، خلال شهر نونبر المقبل تحت اسم "درع الصحراء 2022"، في قاعدة حماقوير بولاية بشار القريبة من الحدود مع المغرب.
وبحسب المصدر ذاته، فإن المناورات التي تعد الأولى من نوعها، ستتم بمشاركة 80 عسكرياً روسيا، من وحدات البنادق الآلية المتمركزة في شمال القوقاز، و80 عسكرياً جزائرياً، وسيقوم الطرفان بمهام للبحث عن جماعات إرهابية وكشفها، والقضاء عليها في مناطق صحراوية.
ويرى مراقبون أن الجزائر تريد من وراء هذه المناورات، بعث رسائل إلى المعرب، الذي كسب نقاط مهمة في نزاع الصحراء، خصوصا وأنها تأتي بعد مرور أشهر فقط من إجراء مناورات الأسد الأفريقي بالمملكة، وهي المناورات التي تحاول أصوات مقربة من الجزائر والبوليساريو في الولايات المتحدة، إقناع وزارة الدفاع الأمريكية بعدم تنظيمها مستقبلا في المغرب.
وخلال السنوات الأخيرة، دفعت المستجدات الدولية بخصوص نزاع الصحراء، الجزائر، إلى التقرب أكثر من حليفها التاريخي روسيا، وخصوصا بعد الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، والدعم الإسباني للموقف المغربي من النزاع.
هذا التقارب بدا واضحا من خلال وقوف النظام الجزائري إلى جانب روسيا بعد حربها على أوكرانيا، وفرض عزلة دولية عليها، كما أنه سبق للجزائر التي تعول على الدعم الروسي في مجلس الأمن بخصوص قضية الصحراء، أن أجرت في أكتوبر 2021 مناورات عسكرية مع روسيا في في ساحة التدريب "تارسكوي" بمنطقة أوسيتيا لمتنازع عليها.
وفي أكتوبر الماضي أيضا أيضا أجرى الجيش الروسي والجزائري مناورات عسكرية بحرية مشتركة في عرض البحر المتوسط، شاركت فيها قطع بحرية جزائرية، وروسية.
وفي مواجهة الدعم الغربي للمغرب، تعول الجزائر على روسيا، وطوال العقد الماضي، ازدادت صادرات الأسلحة الروسية إلى الجزائر بنسبة 129 في المائة بالمقارنة مع العقد الذي سبق. كما أن الجزائر حلت في سنة 2022 في المرتبة الثالثة كأكبر مشتر للأسلحة الروسية خلف الهند والصين.